التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الاولى اولى باك علوم

 التنافس الإمبريالي و اندلاع الحرب العالمية الأولى

مقدمة : عرف القرن 19م ومطلع القرن 20م اشتداد مظاهر التنافس الإمبريالي بين الدول الأوربية الكبرى؛ انتهي باندلاع الحرب العالمية الأولى. فما مظاهر التنافس الإمبريالي وأساليبه ؟ وما الأزمات الدولية المترتبة عليه ودورها في اندلاع الحرب العالمية الأولى



I - تعددت مظاهر التنافس الإمبريالي و أساليبه خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م 

 1-1- تنوعت تجليات التنافس الإمبريالي خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م 

مظاهر التنافس السياسي : سعت الدول الأوربية الكبرى إلى البحث عن مناطق نفوذ جديدة، وتقاسم الممتلكات خاصة في شمال أفريقيا والبلقان والإمبراطورية العثمانية، وقد عرفت المصالح تضاربا كبيرا بين هذه الدول، حيث سعت إنجلترا للحفاظ على إمبراطوريتها الاستعمارية، وتطلعت فرنسا لاسترجاع الألزاس واللورين من ألمانيا، ورغبت إيطاليا في تحرير أراضيها الشمالية من النمسا.

مظاهر التنافس الاقتصادي : شرعت الدول الإمبريالية في البحث عن أسواق جديدة داخل المستعمرات؛ من أجل تصريف فائض الإنتاجين الفلاحي والصناعي، والبحث عن المواد الأولية، وتوسيع الاستثمارات وتصريف الفائض البشري.

 2-1- اعتمدت الدول الأوربية أساليب ووسائل متنوعة في إطار تنافسها الإمبريالي 

 أسلوب سياسي : سعت الدول من خلاله إلى الدفاع عن بعضها البعض وتقوية نفوذها وموقعها، ونميز فيه بين تحالفات ثلاثية نموذج : ألمانيا، إيطاليا، النمسا ، وأخرى ثنائية نموذج : النمسا - ألمانيا (1879).

 أسلوب عسكري : تسابقت الدول الإمبريالية للرفع من عدد جيوشها خاصة في وقت الحر (بخمسة ملايين جندي ألماني)، وزيادة حجم أسلحتها (المدافع والسفن).

ملاحظة :تشكل مظاهر التنافس الإمبريالي في الوقت نفسه دوافع لهذا التنافس

 أسلوب اقتصادي : عملت الدول الأوربية على تسخير جميع الوسائل اللازمة من عقد المعاهدات التجارية، وتطوير الملاحة البحرية، ومد السكك الحديدية؛ لخدمة لمصالحها الإمبريالية داخل المستعمرات.

3-1- لجأت الدول الإمبريالية إلى وسائل مختلفة لتسوية خلافاتها حول مناطق النفوذ :

 المؤتمرات : شكل عقد المؤتمرات أهم وسائل تخفيف حدة التنافس بين الدول الإمبريالية

مثال مؤتمري برلين : الأول 1878 تمحور حول الإمبراطورية العثمانية, وانتهى باقتطاع عدة أجزاء منها، والثاني 1885-1884 بخصوص تقاسم مناطق النفوذ بأفريقيا، إلى جانب مؤتمري مدريد سنة 1880 والجزيرة الخضراء سنة 1906 اللذين عقدا حول المغرب.

 الاتفاق : اعتمدت الدول الإمبريالية على اتفاقات عدة لتسوية نزاعاتها حول مناطق النفوذ، منها : الاتفاق الفرنسي الإيطالي سنة 1902 لتسوية الخلاف حول بعض مناطق النفوذ خاصة بالمغرب وليبيا، والاتفاق الودي الفرنسي الإنجليزي سنة 1904م الذي قضى بتنازل فرنسا عن مصر مقابل حرية التصرف في المغرب، والاتفاق الفرنسي الإسباني يوم 7 أكتوبر 1904 الذي اعترف لهذه الأخيرة بالنفوذ في شمال المغرب.

-        2 – أدى التنافس الإمبريالي إلى اندلاع أزمات دولية عدة انتهت بالحرب العالمية الأولى :

» 1-2- عرف المغرب اندلاع أزمتين دوليتين سنتي 1905م و1911م:

الأزمة المغربية الأولى (أزمة طنجة) : اندلعت سنة 1905م بين فرنسا وألمانيا بخصوص المغرب؛ بعد زيارة الإمبراطور «غيوم الثاني» لمدينة طنجة؛ حفاظا ، المصالح الاقتصادية لألمانيا وتأكيدا على سيادة المملكة المغربية، وقد سعى الطرفان إلى تسوية الخلاف بعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م؛ أسفر عن قرارات تخدم المصالح الفرنسية والإسبانية بالدرجة االأول (إنشاء بنك مخزني، وتكوين شرطة بالموانئ المغربية...).

الأزمة المغربية الثانية (أزمة أكادير) : اندلعت هذه الأزمة سنة 1911م إثر إرسال ألمانيا لبارجة حربية إلى ميناء أكادير: احتجاجا على الاجتياح الفرنسي لمدينة فاس، وانتهت الأزمة بعقد الطرفين اتفاقا سنة 1911م نص على منح فرنسا الكونغو لألمانيا.

2-2- مهدت أزمات دولية أخرى لاندلاع الحرب العالمية الأولى :

الأزمة البلقانية الأولى : قامت سنة 1908م بعد ضم النمسا للبوسنة والهرسك؛ وإفشال مشروع الوحدة اليوغسلافية المنشود من قبل المربيين؛ فتسبب ذلك في تفشي الغضب والعداء بينهما.

 الأزمة البلقانية الثانية 1913 : دخلت دول العصبة البلقانية (صربيا، واليونان، وبلغاريا في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية: انتهت بهزيمة ، الأخيرة وتخليها عن أراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة.

الأزمة البلقانية الثالثة 1913 : أعلنت بلغاريا يوم 27 يونيو 1913م حربا ضد صربيا بسبب الخلاف حول توزيع منطقة مقدونيا وانتهت بهزيمة بلغاريا وتوقيع معاهدة بوخارست يوم 10 غشت 1913م؛ تنازلت بموجبها هذه الأخيرة عن الكثير من ممتلكاتها لصالح دول العصبة البلقانية

3-2- أدى اغتيال ولي عهد النمسا إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى :

أقدم طالب صربي على اغتيال ولي عهد النمسا فرنسوا فردناند» بمدينة سراييفو البوسنية يوم 25 يونيو سنة 1914؛ ما دفع النمسا إلى فرض مجموعة من المطالب القاسية ضد صربيا، وكان اعتراض هذه الأخيرة إيذانا باندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ببي حلقي الوفاق والتحالف الثلاثي

خاتمة

ترتب على التنافس الإمبريالي بين الدول الأوربية حول المستعمرات اشتعال فتيل أول حرب عالمية، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة

المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url